رهام الركيبات وآية العوادين وتنمية القرى

الدكتور بسام الزعبي

توالي صحيفة الرأي، في قسمها الاقتصادي؛ نشر قصص نجاح لشابات أردنيات في قرى الأردن المختلفة؛ حيث أقمن مشاريع ريادة بعزيمة وإصرار على النجاح؛ رغم كل التحديات التي تواجه الخريجين الجدد، فيما تأتي تلك المشاريع في ظروف اقتصادية صعبة، وظروف اجتماعية أصعب تواجهها الفتيات في قرى الأردن، تتوزع بين إنتشار ثقافة العيب في المجتمع، وصعوبة التنقل والحركة للفتيات ضمن القرى والأرياف.   

الشابة رهام الركيبات، وهي من سكان قضاء المريغة، تخرجت من جامعة الحسين بن طلال في معان، وذهبت بعد تخرجها إلى معان مرةً أخرى للحصول على صور تخرجها، لتخطر ببالها فكرة فتح استوديو تصوير في المريغة، وبالفعل بحثت وسعت وتمكنت من ذلك بدعم من مشروع (عزم)؛ المخصص لدعم المجتمعات الأكثر تأثراً من جائحة كورونا.

أما الشابة آية العوادين، وهي من سكان قرية العيض في الطفيلة، فقد حصلت على دبلوم في التمريض، وجاءتها الفرصة لتأسيس أول شركة نسائية للتسويق الالكتروني في الطفيلة، بعد أن تخرجت من البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي (انهض)، كما شاركت في مشروع (عزم) الذي حفزها ودعمها لفتح مشروعها الخاص، وهي اليوم تشغل معها فتاتين (طالبات جامعيات)، وأصبحن يدرن معاً شركة متخصصة بالتسويق الالكتروني.

إذ تشير آية إلى أن شركتها (إعلامكم) تساعد الشركات والمؤسسات والمحلات التجارية والجمعيات المختلفة؛ على تسويق منتجاتها وخدماتها بطرق حديثة تجذب العملاء، وتعزز المبيعات، وتخلق فرصاً للتبادل التجاري بين سكان المنطقة.

هذه أمثلة بسيطة على مدى أهمية وضرورة النظر إلى الأطراف البعيدة عن المدن، والتي تفتقر للعديد من الأساسيات الضرورية للحياة، وخصوصاً على صعيد التعليم والصحة وغيرها، فإذا ما علمنا أن قرى قضاء المريغة، وهي: الفيصلية، أبو اللسن، النقب، الحياض، طاسان، القاسمية، سويمرة، قرين، إلى جانب تجمعين للبدو من سكان بيوت الشعر يبعدان عن مركز القضاء، جميعها لا يوجد فيها استوديو تصوير، فإننا نتساءل عن الخدمات الأساسية في تلك القرى، وهل هي ضمن خطط وبرامج الحكومة والنواب لزيارتها وتلمس احتياجاتها؟؟.

التنمية الاقتصادية للأرياف والقرى والبوادي في مختلف أنحاء الوطن هي مسؤولية مشتركة وتحدي أمام الجميع، وفي ظل وجود (بعض) الوزراء في الحكومات المتعاقبة من الذين لا يعروفون تلك القرى وأماكنها؛ تبرز الحاجة الملحة لوضع خطط حقيقية وعملية لتنمية تلك القرى على كافة الصعد، ودعم سكانها من الشباب والشابات للبدء بمشاريعهم الخاصة، خصوصاً وأن فرصهم الوظيفية تكاد تكون شبه معدومة بسبب بُعد أماكن سكنهم عن المدن الرئيسية.

الموازنات الحكومية مكررة ومملة، ومناقشة النواب لها لم تكن مجدية في أي سنة من السنوات، والأشياء يجب أن تسمى بمسماياتها؛ القرى ظروفها الاقتصادية صعبة، وسكانها أولى وأحق بالرعاية والدعم والمساندة من المدن التي تتوفر فيها، ولسكانها، فرصاً أكثر وأوسع على كافة الصُعد.

23-كانون الأول-2021 14:19 م

نبذة عن الكاتب